ماهي الدراسة السريرية

This is an original article and not a word to word translation from any book or page.

تعرض هذه المقالة بعض الأفكار عن مبادئ اجراء دراسة سريرية في الجراحة العظمية او باي مجال طبي. قد تختلف هذه المبادئ عن ما هو معمول به في مجالات غير طبية.

إليك يامن تقرأ هذه المقالة، اعلم انني طبيب في الجراحة العظمية و ليس متخصص بالإحصاء. أنا لا أدّعي اني قد حصلت على شهادة تخصصية في مجال الدراسات السريرية. ما هو معروض في هذه المقالة هو ملخص ما قد خبرته خلال سنوات الدراسة السابقة. حاولت أن أعرض في هذه المقالة الأفكار و الخطوات التي أتّبعها عندما أقوم بدراسة ما.

بشكل عام، الهدف من الدراسة السريرية هو “دراسة” حالة مرضية معينة، مثلاً كسر عظمي ساعد او تمزق الرباط المتصالب او اي حالة أخرى. قد يكون الهدف معرفة العلاج الأفضل لكسر عظمي الساعد او مثلاً دراسة أفضل علامة شعاعية او رنين مغناطيسي لورم عظمي ما.

من البديهي ان يكون هناك هدف عام من الدراسة قبل البدء بإجراء الدراسة و عليك انت ان تقرر ما هو هذا الهدف. من الممكن ان تعدّل هذا الهدف لاحقا بما يتناسب مع ما تملكه من بيانات و معطيات.

كيف تحصل على بيانات لإجراء دراسة سريرية؟

للحصول على بيانات سريرية، يجب ان يكون لديك مجموعة من المرضى لديهم نفس الحالة المرضين المدروسة. بالتالي البيانات السريرية هي ببساطة المعلومات الطبية الخاصة بكل مريض ضمن هذه المجموعة.

هناك بعض التفاصيل المهمة في صفات و خصائص الحالة المرضية الواجب الانتباه لها من اجل الحصول على مجموعة متجانسة من المرضى. لنتحدث عن مثال كسور عظمي الساعد. من البديهي ان يكون علاج هذا الكسر عند الأطفال مختلف عن البالغين. كذلك الامر قد يكون هناك اختلاف بين الفئة العمرية من ٢٠ الى ٥٠ سنة عن الأعمار الأكبر سناً. من هذا المنطلق يجب ان تحدد الفئة العمرية التي ترغب بدراستها اعتمادا على الفرضية التي تريد دراستها. كمثال على ذلك قد يطرح احدهم سؤال عن نتائج كسور عظمي الساعد الناتجة عن السقوط من ارتفاعات شاهقة عن الكسور الناتجة عن التعثر اثناء المشي (مجرد مثال). قد تشكل فئة الأعمار الصغيرة النسبة الأغلب في كسور الارتفاعات الشاهقة على عكس كسور التعثر. بالتالي على الباحث ان يحدد ما اذا كان يريد ان يدرس فئة عمرية محددة لتجنب اي عامل التباس (confounding factor) قد يؤثر على نتائج تحليل المعطيات. من جهة أخرى يجب الحذر من الوقوع في الانحياز (bias) عند القيام بهكذا مقاربة. سيتم توضيح ذلك فيما بعد.

أحد الأمثلة الأخرى عن خصائص الحالة المرضية هو نوع الكسر (مغلق او مفتوح)، (كسر بسيط او مفتت) او غيرها من الخصائص. بالإضافة إلى ذلك هناك خصائص العلاج المجرى (محافظ، استجدال بصفائح، أسياخ او مثبت خارجي) و مدة المتابعة السريرية (ستة أشهر، سنتين او أكثر). هناك عوامل أخرى تدخل في مجال تحديد خصائص الحالة المرضية.

من هنا تبدأ الدراسة بالرجوع الى كل قائمة تجمع كل المرضى اعتمادا على العمر، نمط الكسر. نمط العلاج و مدة المتابعة السريرية.

كيف يتم الحصول على المعطيات السريرية: يجب الرجوع إلى السجلات الطبية و الشعاعية و استخلاص المعلومات المطلوبة عن كل مريض. يجب تحديد قائمة بكل المعطيات المطلوبة قبل البدء بمراجعة الأضابير و ذلك لتجنب إضاعة الوقت و تكرار عملية الرجوع للأضابير مرة أخرى. ان تدوين العلامات الشعاعية يشكل جزء هام من عملية المراجعة. يجب الرجوع إلى ما هو معترف عليه من تصانيف و مقاييس لأجل الحصول على معطيات موضوعية (objective data). مثال على ذلك هو تصنيف ( Neer and Capanna ) لشفاء ورم كيسة العظم وحيدة الحجرة (unicameral bone cyst).

سيتم عرض أسلوب معالجة المعطيات لاحقاً.

إذا كان هناك أي سؤال عن هذه المقالة او أي اقتراح، يرجى عدم التردد بالتفاعل و الاتصال.

يمكن تحميل هذه المقالة ضمن ملف PDF بالضغط على هذا الرابط.

تأليف د. مؤيد كاظم

Authored in Arabic by Muayad Kadhim, MD

Leave a Reply